روائع مختارة | روضة الدعاة | السيرة النبوية | المساجد عند أطفالنا.. والذكرى المملة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > السيرة النبوية > المساجد عند أطفالنا.. والذكرى المملة


  المساجد عند أطفالنا.. والذكرى المملة
     عدد مرات المشاهدة: 2787        عدد مرات الإرسال: 0

المساجد هي مصانع الرجال، وهي التي من خلالها تصقل النفوس وتزكى الارواح قبل الاجساد، وهي اليوم الملاذ من كل الملهيات والمفسدات التي ابتليت بها مجتمعاتنا.

صلينا امس في احد مساجد عمان المباركة صلاة التراويح، وكان على يميني طفل اتى مع ابيه للصلاة، الطفل لا يتجاوز عمره ست سنوات، وكان مؤدبا وخلوقا جدا، بدأنا بصلاة العشاء ولم يعترض الابن، انتهينا من اول ركعتين بدأ الطفل يسأل والده متى نذهب؟

وهذا بداية للضجر، انهينا الركعات الاربعة ازداد شعور الطفل بالضجر اكثر وطلب من والده بالحاح (ولكن بأدب) ان يخرج من المسجد، بعدها قدم شيخ المسجد محاضرة استمرت بحدود ربع ساعة استغلها الطفل في النوم بحجر والده، ايقظه الاب للبدأ بصلاة الركعتين الخامسة والسادسة، قام الطفل متثاقلا غير راغب في الصلاة، واصر على والده بعد انتهاء الركعتين بالخروج، ولكن الاب اشار له بيده (لم يبق الا ركعتين).

خرج الطفل فرحا عند انتهاء الصلاة وليس له هم الا بأن يخرج مسرعا تاركا ذكرى "مملة" لليلة من ليالي رمضان عن المسجد.

اذكر عندما زرت بيت الله الحرام للحج قبل عامين وكنت اطوف قريبا من الكعبة المشرفة، والطواف في هذا الوقت يشهد زحاما شديدا وتدافعا بسبب كثرة الحجيج، في هذا المشهد كان هناك طفلا صغيرا مع والديه يطوف وقد ارهقه التعب وانحصر بين الناس لدرجة انه كان يسحب نفسه بصعوبة بالغة بسبب قصره وطول من يحيط به.

اشفت عليه كثيرا، وقلت في نفسي احيانا نخطأ بتربية ابناءنا عندما نضطرهم ونجبرهم على عبادة لا تتناسب مع اعمارهم.

يقول علماء التربية عن اللعب:ان الهدف الحقيقي منه هو تنمية المهارات الحركية عند الأطفال و تفريغ الشحنة الانفعالية عندهم حتى يشعروا بالتسلية و المتعة الحقيقية.

ولهذا الطفل يصر على ابيه ان يخرج معه للصلاه ظناَ منه انه سيذهب لمكان يفرغ فيه طاقته الحركية، ولكن يتفاجئ ان والده يحبس فيه طاقته الحركية.

اقول:لا بد لنا من ربط اطفالنا بالمساجد ربط ننمي فيه حبهم وتعلقهم بهذا المكان الطاهر، ونغرس في نفوسهم ان النجاح والسداد والتفوق لا بد ان يخرج من هذا المكان.

فكم جميل ان يصحب الاب ابنه الصغير في احدى الصلوات الخمس (عدا التراويح والجمعة) وبعد الصلاة يعرفه على المسجد، او يجلس معه يحكي له قصة فيها عبرة، او يجعله يلعب بعض الالعاب الخفيفة مع زميل له بنفس عمره، وقد اقر النبي صلى الله عليه وسلم لعب الاحباش في مسجده، او حتى يحفظه من قصار السور، او يدرسه.

وكم هو جميل ذلك المهرجان الذي اقيمت في القدس عام 2009 ودعي له 3500 طفل فلسطيني ووزعت لهم ادوات رسم والوان وانطلقوا في محيط المسجد الاقصى يتفننون في رسمه ورسم قبة الصخرة والمتوظأ وغيرها من الاماكن، وتقدم مجموعة جوائز لافضل رسم، وهكذا ربطوا الطفل منذ صغره بالمسجد وحبه وتخيله باجمل ما يكون خاصة ان الرسومات تعبر عما يجول بخواطر الأطفال، وتنمي الذكاء والخيال.

تجربة مختلفة:

للكثير منا ربما تجربة عملية واقعية تثبت ان اصطحاب الابن الصغير لا يولد لديه ذلك "الممل" الذي تحدثنا عليه سابقا، خاصة اذا كانت الصلاة خفيفة، او كان الصغير "يستمتع" بجو المسجد او كان الطفل ممن يتمتعون بهدوء، او اي امر اخر يجعل من المسجد يحقق الهدف الذي يسعى اليه كل اب بتعلق ابنه بهذا المكان الطاهر.

وربما هذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قطعه لخطبة الجمعة ونزوله عن المنبر لرفع الحسن والحسين رضي الله عنهما عن الارض ورقيه بهما الى المنبر، وهو صلى الله عليه وسلم من خفف الصلاة حين سمع بكاء الطفل الرضيع.

اخيرا لنبدع في ربط ابنائنا بالمسجد، ولنحرص على ان يكونوا ممن يظلهم الله يوم القيامة تحت ظله كونهم ممن نشأ في طاعة الله.

الكاتب: صهيب الفلاحي

المصدر: موقع صيد الفوائد